أشعر بالمسؤولية أكثر من أي شعور آخر (الجزء الأول)⁩

امتطى الأكرف صهوة النشيد الإسلامي في عمر العاشرة, إلا أن تلك الشعلة الوقادة بالموهبة، لم تشتد جذوتها إلا بعد مخاضات وثقافات متعددة عايشها، فصبّت في تلك الشعلة زيت الإرادة للنجاح وكذا صار. وعلى الرغم من المرحلة الهابطة التي مرت بها القصيدة العربية ككل، والتجارب غير المشجعة في الفن الإسلامي، إلا أن الأكرف استطاع أن يشيّد مدرسةً جديدةً في عالم القصيدة الإسلامية، طافت باسمه في أقطار العالم العربي.

الشيخ حسين الأكرف-43 عاما-لم يصبح أحد أبرز الأسماء في عالم الإنشاد الإسلامي بمحض الصدفة، بل كان كل ما قدمه من معاني الوجدان الإنساني، وما يحاكي همومه، ويساند قضاياه، ناجمًا عنه بأسلوب يشبع ذائقة الجمهور الفنية بكل أطيافه ومزاجه العام، بالإضافة إلى ذكائه الفني لتتكامل عناصر وصوله إلى قلوب الناس. هذا وأكثر، كان محور جلستنا مع الشيخ حسين الأكرف من مكتبه في بيروت. ومحور المقابلة، كان هو، صاحب الصوت الذي طالما رافقنا في “أتعبتني يا قلب”، واستنهضنا في “نحن لا نهزم”، وأشبع حاجاتنا الروحية في “لا شريك لك”، وتلك الإنسانية في “قلب أمي”، وتوّج وجع جرحنا الدائم, فلسطين, في “ستون حزنًا”.

Download